الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع
الملخص
-----------
كيف أدين ( أدهم صبرى ) ، وحكم عليه بقضاء عشر سنوات فى السجن الحربى ؟ لماذا كانت اليونان أرض المعركة هذه المرة ؟ ولماذا هى مهمة خاصة ؟ تُرَى .. أينجح ( أدهم صبرى ) فى هذه المهمة الخاصة أم يكون هذا أول فشل لـ ( رجل المستحيل ) ؟
***************
----------------------------------
الفصل الأول : عشر سنوات
----------------------------------
غير معقول : هذا غير معقول على الإطلاق
هتف مدير المخابرات العامة المصرية بهذه العبارة في سخط ،
أمام وزير الدفاع المصري ، الذي عقد حاجبيه في ضيق ،
وغمغم
- إنه القانون العسكري أيها اللواء
لوح مدير المخابرات بذارعه في حنق ، وصاح
- تبا له .. إن ما يحدث أمر مثير للسخرية والمرارة ..
كيف يحاكم رجل مخابرات مثل ( أدهم صبرى ) ، بعد كل
ما فعله طيلة حياته من أجل هذا الوطن ؟ .. وبأي منطق يحكم
على رجل مثله بعشر سنوات في السجن الحربي ؟
قال وزير الدفاع في ضيق :
لقد خالف ( أدهم صبرى ) الأوامر الصادرة إليه ،
وتسبب في فضيحة للمخابرات المصرية في ( روما) ،
و عقوبة هذا في القانون العسكري هي الإعدام ، ولكن السيد
رئيس الجمهورية تفضل بتخفيف الحكم إلى عشر سنوات من
السجن فقط ، نظرا لملف ( أدهم ) ، المشرف ، و....
قاطعه مدير المخابرات في سخط
. وماذا يا سيادة الوزير ؟
إن وضع رجل يمتلك
قدرات ( أدهم صبري ) في السجن ، خلف قضبان فولاذية ،
في زنزانة رطبة الهواء إهدار الطاقة وطنية هائلة
صاح وزير الدفاع وقد تملكه الغضب :
- وماذا كنت تريد منا أن نفعل یا مدير المخابرات ؟ ..
تربت على كتفه ، ونقول له لا تعد إلى ذلك مرة ثانية أيها
الشقي ؟!!
لقد تجاوز ( أدهم صبري ) كل حدوده في
عمليته السابقة ، وكان لابد له أن يلقى جزاء استهتاره
بقواعد عمل المخابرات هذه المرة
اختنق صوت مدير المخابرات في خلقه ، وهو يلوح بيده
غاضبة ، قبل أن يخرج الصوت من بين شفتيه متحشرجا ، وهو
يقول .
( أدهم صبری ) رجل لا يمكن تعويضه ، لقد بدأ
والده - رحمه الله - تدريبه على أعمال المخابرات ، وهو بعد
في السابعة من عمرة ، فقد كان أمله أن يحل ابنه محله في
سلاح المخابرات ، الذي كان حديث العهد في ذلك الحين
ولقد أظهر ( أدهم ) تفوقة نادرة في هذا المجال ، حتى أنه بهر
رؤساءه تماما عندما التحق بقوات الصاعقة قبل حرب أكتوبر
منتہی
۱۹۷۳ ، وأنت تذكر ، بوصفك مديرة سابقة للمخابرات العامة كيف كان رائعة في عمليته الأولى في عالم
المخابرات(*) حتى أنك لم تتردد لحظة في ضمه إلى سلاح
المخابرات
، و حتی
تقاريرة
و السابقة في القوات الخاصة تؤكد
عظمته
عاد يلوح بذراعه في سخط ، قبل أن يستطرد :
- حتى في خلال معارك حرب الاستنزاف ، كان الضابط
الوحيد في القوات المسلحة المصرية كلها ، الذي يقوم بالعملية
كلها وحده ، ويعود سالمة ، وهذه مقدرة فئة
نادرة
هتف وزير الدفاع
- ولكنه يتحدى الأوامر الصادرة إليه دوما
ظهر الغضب على وجه مدير المخابرات ، وهو يوم
بسبابته ، قائلا في جدة :
اسمعني جيدأ يا سيادة وزير الدفاع .. إن ( أدهم
صبرى ) لم يفشل في عملية واحدة منذ عمله في المخابرات
العامة ، ولقد تحول إلى أسطورة في عالم المخابرات ، وهو دوما
كالسيف في قوته وصلابته ، ولو أنكم حطمتموه فلن يبقى منه
إلا نصل ومقبض ، وما قطعتان لا فائدة لأيهما منفصلة
لوح وزير الدفاع بكفه هذه المرة ، وقال :
- سبق السيف العزل يا مدير المخابرات فر أدهم
صبری ) إلى السجن الحربي منذ أسبوع كامل ، ولن يفرج عنه
أبدا ، إلا بعد قضاء مدة سجنه
غمغم مدير المخابرات في خنق
- عشر سنوات كاملة 15
ماذا تنتظرون من ( أدهم
صبری ) بعد عشر سنوات في الظل ؟
سيفقد حيويته
وتألقه ، وربما فقد ولاءه لهذا الوطن
عقد وزير الدفاع حاجبيه ، وقال في صرامة :
فليختصر الموقف ماذا تريد بالضبط با مدیر
المخابرات ؟
أسرع مدير المخابرات يقول :
- الإفراج عن ( أدهم صبری ) ، وإعادته إلى صفوف
المخابرات العامة
هتف وزير الدفاع في حزم :
- مستحيل
غمغم مدیر المخابرات
، وهو يضغط أسنانه غضبة
- حسن يا سيادة وزير الدفاع ، ولكن حذار من الندم .
أساء وزير الدفاع فهم عبارة مدير المخابرات ، فصاح في
- حذار من مغزى حديثك أنت يا مدير المخابرات .. إن
( أدهم صبرى ) لن ينجح في الهرب من السجن الحربي أبدا
ارتسمت ابتسامة ساخرة ، تفيض بالمرارة على وجه مدیر
المخابرات ، وهو يقول
- الهرب ؟! .. لو أن ( أدهم صبرى ) أراد الفرار ، لكان
الآن في النصف الثاني الكرة الأرضية يا سيادة الوزير
مهما بلغت قوة حراسته
عقد وزير الدفاع حاجبيه ، وغمغم في غضب
ماذا تعني إذن ؟
هز مدير المخابرات رأسه ، ومط شفتيه وهو يقول في بطء
- سيأتي يوم تتضح فيه الأمور یا سیدی
ثم استدار یزمع الانصراف ، فأوقفه وزير الدفاع ، قائلا
- إلى أين ؟
أجابه مدير المخابرات في حدة
-- سأذهب لزيارته في سجنه .. هل هذا ممنوع ؟
ثم أسرع ينصرف ، قبل أن يتلقى جوابا ..